حجج أصحاب نظرية الأرض المسطحة

حقيقة أنه يمكن رؤية السفن البعيدة في البحر من خلال تلسكوب على خط رؤية مستقيم تُقدم كدليل ضد الأرض المنحنية.

يشيرون أيضًا إلى أن الأفق يرتفع مع ارتفاع المراقب، مما يشير إلى أنه لو كانت الأرض منحنية، لرأى المراقب الانحناء.

نظرية الأرض المسطحة تشير إلى أن الأرض قرص مسطح وثابت في الفضاء لا يدور ولا يتحرك.

مثال تاريخي تم الاستشهاد به هو أول بث لموجات الراديو من فيرجينيا في عام 1915، والذي تم التقاطه في باريس وهاواي بدون أبراج طويلة أو أقمار صناعية، مما دفع أصحاب نظرية الأرض المسطحة إلى التساؤل عن كيفية إمكانية ذلك إذا كانت الأرض منحنية.

يتحدون أيضًا نظرية الجاذبية، واصفين إياها بـ “الخدعة” ويشيرون إلى أن العديد من النظريات العلمية مترابطة ويمكن أن تنهار إذا تم تغيير المفاهيم الأساسية مثل نظام الأرقام.

حجة أخرى هي أنه إذا كانت الأرض تفقد وزنها باستمرار بسبب استخراج الموارد، فيجب أن تزداد سرعة دورانها.

يقترحون أنه إذا حلقت طائرة هليكوبتر فوق نقطة ما لفترة طويلة، فيجب أن تنجرف بعيدًا إذا كانت الأرض تدور، لكنها لا تفعل ذلك.

يتساءل أصحاب نظرية الأرض المسطحة أيضًا عن سبب عدم انجراف المحيطات بعيدًا بسبب قوة الطرد المركزي إذا كانت الأرض تدور بسرعة. يزعمون أن الأرض تدور حول الشمس بسرعة عالية بشكل لا يصدق، مما يجب أن يتسبب في تطاير كل شيء عن سطحها.

الرد العلمي ودحض الادعاءات

دحض هذه الادعاءات ودعم نظرية الأرض البيضوية ( الغير مسطحة وغير كروية)

مجموعة من أبرز المدافعين عن الأرض المسطحة شرعوا في رحلة استكشافية إلى القطب الجنوبي وشهدوا ظاهرة عدم غروب الشمس لمدة 24 ساعة، مما دحض نموذجهم للأرض المسطحة حيث تدور الشمس حول قرص مسطح.

الطائرة التي تحلق في “خط مستقيم” تنحني في الواقع بمهارة دون أن يلاحظ الركاب ذلك بسبب حجم الأرض الهائل.

تظل طائرة الهليكوبتر المحلقة في مكانها لأنها تخضع لجاذبية الأرض، وهو مفهوم يفسره قانون نيوتن للقصور الذاتي.

تظل المحيطات في مكانها على الرغم من دوران الأرض لأن الجاذبية أقوى بكثير من قوى الطرد المركزي الناتجة عن الدوران.

تُعزى القدرة على رؤية السفن البعيدة باستخدام التلسكوب إلى ارتفاع المراقب فوق سطح الأرض.

لفهم العلمي مبني على الملاحظة والتجريب والتحقق المتكرر، وليس على أهواء العلماء الأفراد.

الحضارات القديمة، بما في ذلك الآشوريون والمصريون وحتى العلماء المسلمون الأوائل، فهموا واتفقوا على الشكل البيضوي للأرض.

فيما يتعلق ببث موجات الراديو عام 1915، الغلاف الجوي للأرض يعمل كوسيط انكساري للموجات الكهرومغناطيسية، مما يؤدي إلى انحنائها مرة أخرى نحو سطح الأرض، مما يسمح باستقبالها عبر مسافات طويلة.

شكل الأرض كما ذكر القرأت الكريم

أشار القرآن الكريم إلى كروية الأرض قبل أكثر من 1400 عام، وهي حقيقة علمية توصل إليها علماء الفلك بعد عقود من البحث. توضح آيات القرآن أن الأرض ليست مسطحة ذات حواف، كما كان يُعتقد قديمًا، بل هي كروية الشكل. هذا الشكل ضروري للحفاظ على القوانين الطبيعية والنظام الدقيق للكون، ولولا ذلك لاستحالت الحياة على كوكبنا.

خلافًا للفهم السائد، لا يشير القرآن الكريم إلى أن الأرض ثابتة أو مسطحة. فقوله تعالى: ﴿وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾، لا يعني أنها منبسطة حرفيًا، بل أنها مُمَهَّدة ومُهيَّأة لحياة البشر. وهذا الإحساس بالانبساط الذي نراه أينما سرنا هو في الحقيقة من خصائص الشكل الكروي الضخم.

ويقدم القرآن أدلته على كروية الأرض بشكل موزع في آيات متعددة، وليس في آية واحدة. ومن هذه الأدلة:

قوله تعالى: ﴿وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ﴾. هذه الآية تشير إلى أن الليل والنهار موجودان معًا في نفس اللحظة على أجزاء مختلفة من الكوكب، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا على جسم كروي، حيث يغطي الظلام نصفه بينما يضيء النور النصف الآخر في آن واحد.

الدليل الأكثر صراحة يأتي في قوله تعالى: ﴿يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ﴾. فالفعل “يُكَوِّرُ” مشتق من “التكوير”، أي جعل الشيء كالكرة. وهذا وصف دقيق لكيفية التفاف وتغطية الليل والنهار لسطح الأرض المنحني بشكل تدريجي ومتتابع، مما يعد دلالة لغوية وعلمية واضحة على كروية الأرض.

في الختام

إن نظرية الأرض المسطحة هي مؤامرة تهدف إلى تقويض أسس الحضارة التي بناها علماء غربيون عظماء. ويعزو استمرار الإيمان بالأرض المسطحة إلى عدم قدرة الناس على فهم اتساع الكوكب والسرعات الهائلة التي ينطوي عليها دورانه.